السلوك العدائي المليء بالتحدي" هو نوع من الاضطرابات المرضية التي تصيب بعض الأطفال والمراهقين، ويعاني منها الوالدان والأسرة في المقام الأول. الشخص المصاب بهذا الاضطراب السلوكي يميل للتصرف بعدائية وتحد خاصة تجاه كل من يمثل السلطة، كالوالدين في المنزل والمدرسين في المدرسة.

وهذا الاضطراب السلوكي ليس شديد الخطورة، كما أنه ليس شائعا لدرجة مقلقة، وتقدر نسبة المصابين به بـ 16 % من الناس، ومن أهم سمات الأطفال والمراهقين المصابين به هو أن تصرفاتهم دائمة التحفز والعصبية ورفضهم طاعة الكبار وميلهم الدائم لتحدي الوالدين والتعامل بعدائية مع المدرسين ورفض الانصياع حتى لأبسط الطلبات والتعليمات.

بل إنهم يتمادون أحيانا ويقومون بلوم الآخرين على أخطائهم هم أنفسهم، وقد يفقدون أعصابهم بسهولة ويتصرفون بغضب أو عنف.
وبالطبع كل الأطفال يتصرفون بهذه الطريقة في وقت ما إذا كان هناك ما يكدرهم لسبب أو لآخر أو إذا كان يومهم غير لطيف، كما أن الكثير من المراهقين يخلقون المشاكل ويميلون للعصيان والتمرد في بعض الأحيان، وهؤلاء ليسوا بمرضى ولا داعي للقلق بشأنهم. إنما المصابون بهذا الاضطراب السلوكي هم من يتصرفون بالشكل السابق شرحه طوال الوقت ومهما كانت الظروف.
أعراض هذا الاضطراب السلوكي.

أبرز الأعراض لاضطراب السلوك العدائي المليء بالتحدي هي صدور سلوكيات سلبية عدائية من جانب المريض، ولكي يتم تشخيص الحالة كمرضية يجب أن تستمر هذه الأعراض بشكل متواصل لمدة 6 أشهر، وأن تشمل - بصفة خاصة- أربعا من النقاط التالية، وأن يترتب على هذا السلوك أضرارا واضحة للغير في المنزل أو المدرسة:

العصبية الدائمة

- الجدال الدائم مع الكبار ورفض طاعة أوامرهم أو تنفيذ تعليماتهم
- تعمد مضايقة الآخرين وإزعاجهم
- لوم الآخرين على الأخطاء الشخصية
- الحساسية الزائدة في التعامل وعدم تقبل الآخرين
- الغضب وعدم الرضا بشكل متواصل
- الميل الدائم للتهديد والانتقام

ما المشاكل التي يعانيها الكبار بسبب هذا المرض؟
يعاني الكبار، والوالدان بصفة خاصة مع طفلهما المصاب بهذا الاضطراب السلوكي، لأنه دائما ما يرفع لافتة الرفض إزاء أي طلب أو أمر يوجه له، كما يستمتع بتحديهما وعدم الانصياع لكلامهما ويرفض طاعتهما، بل إنه قد يلومهما على أي مشاكل تسبب هو نفسه في حدوثها، وقد يتطور الأمر للتطاول على ... لميل الدائم للتهديد والانتقام

ما المشاكل التي يعانيها الكبار بسبب هذا المرض؟
يعاني الكبار، والوالدان بصفة خاصة مع طفلهما المصاب بهذا الاضطراب السلوكي، لأنه دائما ما يرفع لافتة الرفض إزاء أي طلب أو أمر يوجه له، كما يستمتع بتحديهما وعدم الانصياع لكلامهما ويرفض طاعتهما، بل إنه قد يلومهما على أي مشاكل تسبب هو نفسه في حدوثها، وقد يتطور الأمر للتطاول على الوالدين في حالة اندفاع المريض لفعل انتقامي غاضب.
ومحاولة الوالدين الدائمة للتواصل مع الابن أو الابنة في هذه الحالة والتكيف مع الحياة بهذا الوضع، تستنزف قواهما وتصيبهما في الغالب بالكثير من المشاكل الصحية والنفسية بالإضافة للشعور الدائم بالإرهاق.

أسباب الإصابة بهذا الاضطراب السلوكي
لم يتوصل العلماء والباحثون بشكل قاطع للأسباب الكامنة خلف حدوث هذا الاضطراب السلوكي، ولكنهم يرون أنه قد ينتج عن عوامل بيولوجية أو خلل في التوازن العصبي بالمخ، لكنهم يرون أيضا أن أسلوب تعامل الوالدين مع الأبناء قد يكون سببا في بعض الأحيان.
فالطفل الذي يتربى بين والدين يتسمان بالسلوكيات العدائية ويفضلان المواجهات والمشاحنات، يكون معرضا أكثر من غيره للإصابة بهذا الاضطراب السلوكي.

كيفية العلاج
يتم علاج اضطراب السلوك العدائي المليء بالتحدي من خلال جلسات طبيب نفسي متخصص، ودون الحاجة لتناول أنواع معينة من الأدوية. ولكن حتى يبدأ العلاج يجب أولا أن يتم تشخيص المرض بشكل صحيح بعد أن يبدأ الوالدان في ملاحظة أعراض هذا الاضطراب السلوكي على الابن أو الابنة واستمرارها لأشهر كما ذكرنا.
على الوالدين كذلك حضور بعض الجلسات مع الطبيب المعالج للمريض، حتى يقوم بشرح أهم أساليب التعامل التي يجب عليهما اتباعها معه وتعريف المدرسين كذلك بها لأن ذلك سيسهم في مسار العلاج بشكل إيجابي ويساعد المريض على الشفاء بشكل أسرع نظرا لتضافر كافة الجهود لصالحه.