اسر ثقافةالمخاوف
أسر ثقافـــــةالمخـــــاوف......................0



)
الجاهزيات هم اؤلئك القادرينعلى اتخاذ القرار وتحمل تبعات قرارهم وانتزعوا اعتراف ساحتهم بهم(

المخاوفحالة ملازمة للإنسان متصلة بطبيعة فطرته القابلة للتعاطي المرن والأختياري معها فيحالاته السوية والاستسلام والخنوع لها في الحالة غير السوية لديه .

فالخوفحالة تلازم الإنسان في كل الأعمار والأحوال والظروف وفي اللحظات المختلفة وتكاد لاتخلو منه كل لحظات الحياة مما يجعل الأنسان مكبلاً بها بصور مختلفة وتكاد تكون مناطتصرفاته كلها شرها وخيرها طغيانها وعدلها نهبها وسلبها وتكاد تهيمن على المواقفوالقرارات والممارسات المختلفة على المستوى الفردي¯ على المستوى الجماعي¯

وبقدر ما هي موروث تراكمي أنساني فهو فطري وهو على المستوى الفردي ¯الجماعي ¯ يشكل ثقافة مخاوف تتحكم كليا أو جزئياً في واقع الفرد والجماعة فتعوقالانتقالات الجريئة البناءة وتعوق صناعة اللحظات الحاسمة المنتصرة .

مجموعةالمخاوف التي عاصرها الفرد في واقعه وربما عانى من ويلاتها تجعله أسيرها في مواقفهوقراراته وتصرفاته ومثل ذلك الجماعة أضافة الى الموروث الثقافي المتداول في تراكمهالمخاوفي فإن ذلك يجعل الأغلال والقيود الكثيرة تكبل الفرد والجماعة لتعوق صناعةالفرحةالحياتية والمبادرات والإقتحامات وتفعيل الحيوية بشكل جدي في الواقع فياللحظات والأداءات المختلفة.

ومما يؤجج حالة المخاوف ويرفع وتيرتها تلكالحالات القائمة على الاضطها والإبتزاز أو الإستعمار أو السلب والظلموالقهر

ومع أنه من المستحيل الإجتثاث المطلق لأسر ثقافة المخاوف فإن ذلك لايمنع من التحرر منها في كثير من اللحظات والحالات وهو أمر في مقدور الأنسان نفسهحين يريد ذلك جديا فهي بقدر ثقلها وضغطها يمكن التمرد عليها أيضاً لأن التطلع الىالتمرد عليها أيضا يلازم الفطرة الأنسانية فليس من الفطرة الأنسانية القبول الأبديبواقع تهيمن عليه المخاوف ، وما يترتب عليها من عبودية وذل ومهانة وتبعية

لأن الاستسلام للخوف ينتج عنه بشكل تلقائي حالة من المهانة والدونية والذلوهو ما لا يمكن القبول الطويل بها بشريا مهما كانت الحالةفي أحيان كثيرة في ظاهرهاغير ذلك ومهما برزت بشكل وجود اقتصادي¯ عسكري ¯أمني¯سياسي الخ ملحوظ وبائن وربمامؤثر جداً .

ويأتي الفرق بين إنسان وآخر وبين أمة وأخرى في مدى ذلك الرضوخالطويل من عدمه أو التسريع بالخلاص من اسرالمخاوف

ولأن الله عزوجل هو خالقالبشرية وهو الأعلم بحقيقة فطرتها فلكي لا تتوه البشرية في سلسلة من المخاوفوتدابيرها المختلفة التي لا تنتهي وفي محيط لا ساحل له وفي بدائل واحتمالات لا تقفعند حد بحثا عن المخرج والخلاص من هيمنة المخاوف المفترضةفي حالة من حالاتها فقدحسم الله الأمر .

فألغى بعقيدة الإسلام بما تمثلة المخاوف من مفردات وكلاشكال الخوف وثقافته التي تأسر الانسان فرداً كان أو جماعة فحصر الخوف فيه وحده فكلخوف من غير الله هي حالة صنمية وهمية مدمرة ينبغي الخلاص منها والتحرر الفوري منأسرها لما يمثله ذلك من اختلال حقيقي في السوية الانسانية ذاتها فكرست عقيدةالاسلام بأن الله مصدر كل شيء وهو وحده القادر على كل شيء ولا يمكن ان يحدث شيء فيالكون في معزل عنه وبالتالي فلا خوف من أي شيء غير الله عزوجل فمن أشجع ممن يخافالله وحده؟،
❊❊❊
فلو قام المرء بسياحة حقيقية في القرآن الكريم لوجد أن آياتكثيرة جداً جداً تستهدف بشكل مباشر وغير مباشر توطين الطمأنينه في الحس وربط الحسبالله عزوجل بصفة مطلقة وأن المخاوف المفترضة هي آخر ما تستحق الإهتمام والوقوف وهيفي الأخير في نطاق الفرضيات والإحتمالات المستقبلية التي يمكن لها أن تقع أو لاتقعولا يعلم وقوعها من عدمه سوى الله ولن يقع شيء لم يرد الله وقوعه ولايمكن تلافي شيءقد أراد الله وقوعه

ومعالجة عقيدة الإسلام لحس الانسان تستهدف تحرير أعماقهمن أي أسر يشوه سويته ومن ثم لا يعطل طاقاته أو يبددها بصورة مخلةومشوهه
وتستهدف عقيدة الإسلام خلق حالة يقظة في الحس ليكتسب المرء أمكانيةالتمرد على هيمنة الخوف ممن دون الله في أوله أو حتى في أي مرحلة من مراحله فلايكون الحس موطنا للمخاوف المحتمله
فلا خوف إلا من الله وحده وهذا الخوف من اللهيترتب عليه قرارات ومواقف وعطاءات خيره وتستحق من الله المدد بالتوفيق والنجاحوالنصر

وهذا الخوف من الله محصلته رضاء الله والظفر بالجنة وذلك ما تتظمنهآيات القرآن في معرض تناولها للخوف من الله عزوجل وفيما الخوف من الموت حالة لهامخاطرها والخوف من الحاكم والخوف من الحزب والخوف من القائد والخوف من السجن أوالنفي او الطلاق او منع الرزق أو غير ذلك كلها حالات مختلفة توطن في الانسان حالةمن التردي والجبن والضعف والتخلف وعدم الابداعولايمكن للنهوض أن يواكب الحالاتالخائفة من غير الله تلك

وهكذا فأي منهج أو نهج يوطن الخوف من غير الله فيالناس ربما ليتيسر لهم النجاح او الحكم والتسلط والقهر فإنهم بذلك يدمرون الانسان ،ويدمرون واقعهم وانفسهم ونهوضهم .

وبالوقوف على تاريخ المسيرة البشرية ولوفي بعض نماذج من أطوارها ستجد أن ثقافة المخاوف أو الخوف قد استخدمت في كثير منالأحيان كأرضية أو رؤية استراتيجية قامت عليها الخطط والبرامج والممارسات لكثير منالهيمنات السياسية ¯الإقتصاديه¯الإجتماعية أو غيرها بشكلها المجزأ أو حتى بشكلهاالشمولي وحتى القرن العشرين لم يخل منه مثل ذلك ولن يخل منه القرن الواحد والعشرينوبالنظر الى ما يجري في الساحة العربية وغير العربية يترجم لنا ذلك فالحرب الباردهارتكزت على فلسفة المخاوف والسلوك الإسرائيلي وترتيباته قائم على استراتيجية الخوفومثل ذلك ما يظهر على الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي وما يظهر على السلوكالأمريكي في تعاطيه مع الطاقة والعراق وايران والعرب وأروبا وحتى دعم الوجوداليهودي دوليا قائم على أبعاد مصدرها المخاوف مهما بدت التصريحات على غير ذلك فتخيلأن العالم بما فيه وبرنامج العولمة والنظام العالمي الجديد يكاد يكون مرتكزاً بشكلرئيس في الغالب على خلفية ثقافة المخاوف التي كرست توطين المخاوف كأستراتيجية يلزمالا رتكاز عليها في رسم الخطط واتخاذ التدابير المضادة وتحديد المواقف واتخاذالقرارات بشكل أساسي واحيانا صناعتها وافتعالها عن سابق تدبير لاستلاب الناسومصادرتهم والتحكم في وجودهم اة لغير ذلك

ومما يؤكد ذلك تلك الأتفاقياتالدولية الرهيبة لمواجهات فرضيات وظنون واحتمالات لاحصر لها أكدت عليها الدراساتوالبحوث وأحيانا كشفتها الأقدار

والله اعلم