انتهت الدراسة وبدأت أجازة الصيف حيث الفسح والخروجات والمصاريف. يطلب شريف البالغ من العمر ١٤ عاما مبلغا من والدته لكي يخرج مع أصحابه. تتعجب الأم وتقول "ولكني أعطيتك مصروف الأسبوع بالأمس، هل صرفته كله في يوم؟". يتذمر شريف ويلح في طلبه قائلا: "المصروف قليل ولا يكفي".
تكرر هذا السيناريو معك كثيرا، أليس كذلك؟ ليست أم شريف وحدها التي تعاني من طلبات شريف المستمرة ومن إهداره لمصروفه بهذه السرعة. فمع التغيرات الاقتصادية المستمرة والأسعار المتغيرة يصبح مصروفه الصغير مشكلة بينكما ومع الوقت تشعرين بالعجز والتعاطف معه وتعطينه ما يريد. المشكلة الحقيقية هنا - والتي لا ندركها حتى - هو أننا لا نرى أن القيود المالية التي نقيد بها أطفالنا تحرمهم من الإحساس بالمسئولية وتقودهم للفشل فيما بعد عندما تنتهي أدوارنا.
تزويدهم بالمعرفة

يحتاج الأطفال إلى معرفة معلومات أساسية عن ميزانية الأسرة ومن أين تأتي أموال الأسرة وإلى أين تذهب مصاريفها. عندما يدركون هذه المعلومات البسيطة فإنهم يشعرون بالمسئولية تلقائيا تجاه الأسرة ووضعها المالي. وكذلك يشعرون بدورهم في الأسرة وأن رأيهم مهم في عملية اتخاذ القرار.
أما إخفاء المعلومات المالية البسيطة عنهم فهو أمر لا تحمد عقباه. على العكس، كلما كنت صريحة معهم كلما ازداد شعورهم بالمسئولية
علميه كيف يضع ميزانية بسيطة

علمي طفلك ما معنى ميزانية وكيف يضع ميزانية بسيطة في حدود مصروفه. ابدأي معه في سن السابعة حيث يستطيع الطفل في هذا السن إدراك ماهية النقود وكيفية التعامل معها. هناك الكثير من الأفكار التي تعلمهم الميزانية، فمثلا قسمي مصروفه إلى عدة مبالغ بسيطة وضعى كل مبلغ في مظروف واطلبي منه أن يدون في ورقه ما يحصل عليه وما يصرفه بالأيام. سيكون الأمر صعب في البداية، ولن يستطيع التعامل بسهولة مع المبالغ الصغيرة التي تأتيه على دفعات متتالية، وسوف يأتيك طالبا المزيد من النقود. لا تقلقي، فمع الوقت سوف يفهمون الفكرة، المهم أن تستمري في إعطاءه المبالغ على دفعات وتطلبي منه دائما تدوينها في سجل.
المسئولية المالية، أنت كنموذج

  • يجب أن تكوني أنت نفسك نموذج يحتذى للشعور بالمسئولية المالية. اصطحبي الطفل معك في جولة للتسوق عند السوبرماركت. اعرضي عليه قائمة التسوق التي اعددتيها وقولي لهم ما هو المبلغ الذي تنوين صرفه. اجعليه يشاركك في اختيار البضائع التي تريدين شرائها وفكري معه في النوع الذي تفضلينه ولماذا واعطيه النقود ليدفع هو.
  • خذي رأيه في قرارات الشراء التي تخصه أو يكون هو أحد أطرافها، مثل أجازة الصيف التي ستقوم بها الأسرة، أو السيارة الجديدة أو أي تجديدات بالبيت، فكلها أشياء تتعلق به بدرجة أو بأخرى.
  • الأطفال يتوقون للمسئولية. إذا استطعتي أن تعلميهم إياها فقد ضمنتِ استقلاليتهم ونضوجهم في التفكير بشكل تلقائي عندما يتعلق الأمر بقرارات مالية ما. ستفاجئين وتنبهرين من الأفكار التي سيقولونها لك عن الادخار والميزانية. لا تبخلي عليهم بتربية مالية معقولة فهي التي تساعدهم عندما يكبرون. وسوف يقدرون مجهودك معهم حتى لو بدت في أول الأمر مقاومتهم الشديدة.