عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 23
أنواع الشخصيات و كيفية التعامل معها
أولاً: الشخصية المرتابة
- من أسمائها :
الشكاكة أو سيئة الظن.
- المراد بها :
من الناس من فيه علة في شخصيته مدارها حول الإفراط و المبالغة في إساءة الظن والشك في الآخرين و اليقظة والحذر منهم وهؤلاء في درجات متفاوتة من حيث شدة العلة فيهم ؛فقد تكون في بعضهم علة خفيفة (سوء ظن يسير) وفي آخرين علة شديدة تكفي لتشخيصهم بأن لديهم اضطراباً في الشخصية وهو اضطراب الشك والريبة.
- أمثلتها:
1. علي شخص معروف بين زملائه بالمجادلة والمراء والعناد فهو لا يعترف بأخطائه وقلما يحترم الطرف المقابل ، كان ذاهباً ذات مرة مع بعض أصدقائه في رحلة برية وبينما هم في السيارة يستمعون بإنشاد أحد الشعراء الشعبيين في شريط كاسيت إذ قال الشاعر :
المجادل لا تطاوله الجدال يتعبك لو كان ما عنده دليل
لو تحاول تقنعونه بأي حال مستحيل يستمع لك مستحيل
فقال ناصر : ((هذا أنت يا علي)) أي : (قول الشاعر ينطبق عليك) فثارت ثائرة علي وغضب غضباً شديداً وأخذ يقذف سباً وشتماً شمل به ناصر وصاحب السيارة والذي اقترح الرحلة والشاعر الذي قال تلك الأبيات وقال للجميع: (أنتم عاملينها علي مؤامرة هالرحلة علشان أسمع هالأبيات لكن والله .....)
2. سامي شاب مراهق يملك سيارة فارهة يحب أن ينافس بها أقرانه ويشعر بالتفوق عليهم وإذا شاهد أحد زملائه في سيارة أفضل من سيارته أخذ يغتابه ويتهمه بأنه ما قصد من شرائه تلك السيارة إلا أن يهينه ويأخذ منه الأصدقاء.
- صفاتها:
1. تغليب سوء الظن في معظم الأوقات ومع معظم الأشخاص في أقوالهم وأفعالهم دون أن يكون لذلك ما يدعمه من الواقع وإنما بسبب علة في الشخص نفسه وقد يزيد سوء الظن إذا كان هناك ما يثيره ولو بدرجة يسيرة.
2. المبالغة في الحذر والترقب والتوجس والحيطة من الناس مع عدم الثقة فيهم وتوقع الإهانة منهم أو الغدر أو الخيانة أو الأذى أو نحو ذلك.
3. حساس جداً فلو أخطأت عليه بدون عمد قد يتضارب معك!
4. المبالغة في التأثر بانتقادات الآخرين وتضخيمها وتحميلها مالا تحتمل من المعاني السيئة مع المسارعة في الرد عليها والدفاع عن النفس قولاً أو فعلاً وإن لم يستطع الدفاع كتم الحقد في نفسه ولا يحاول تناسيه وإنما يحتفظ به إلى الظرف المناسب (مهما كان الانتقاد يسيراً أو تافهاً).
5. إسقاط أخطائه وهفواته على غيره.
6. الإكثار من المراء و الجدال والخصومة والتحدي والعناد مع الاعتداد بالرأي مما يجعل التفاهم معه أو أقناعة في بعض الأمور أمر صعب ولاسيما إذا كان أمام الآخرين وكما يقال : ( رأسه ناشف )
7. المبالغة في تصور العداء والتنافس والتحدي وكأنه يرى العالم غابة يأكل القوي فيها الضعيف
8. السعي إلى الزعامة والسيادة والسيطرة والقيادة والتمكن من تدبير الأمور مع الأنفة والاستنكاف أن يكون مرؤوساً لأنداده وأقرانه .
9. السعي إلى إثبات ذاته ووجوده أمام الآخرين .
10. عدم الاعتراف بالجهل أو أي نقص فيه .
11. المبالغة في التعرف على ما في نفوس الآخرين وما قد يخفونه عنه من الأمور المهمة وقد يتطفل على خصوصياتهم ويتجسس عليهم أو يحتال عليهم ليعرف ما عندهم وفي المقابل يميل هو إلى السرية والتكتم بدرجة مبالغ فيها ويتوهم أن المعلومات التي يخفيها قد تستخدم ضده يوما ًما .
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
12. الحرص على جمع الإدانات من أقوال وأفعال التي تنفعه ضد خصومه وقد يحتفظ بها مده طويلة ويبالغ في الاستناد إليها و الاستشهاد بها وتكثيرها .
13. الحرص على معرفة الأنظمة والقرارات وكل ما يمكن أن يخدم أهدافه في خصوماته ليدافع عن نفسه أو ليهاجم غيره .
14. المبالغة في الصرامة والشدة مع ضعف مشاعر الحنان والمودة والرحمة وتغليب العقل عن العاطفة في معظم الأمور .
15. نادراً ما يميل إلى المزاح أو يرضى به في حقه وغالبا ما يبحث فيه عن معنى خفي قد يكون الممازح أراد به إهانته، كما أنه هو إذا مازح فإنه يستثمر المزاح في إهانته وانتقاد غيره ومماراتهم ونحو ذلك، كما يقال : ( مزح برزح ) .
16. القدرة على الإصغاء والتركيز مع البحث عن معنى خفي في نفس المتحدث والمبالغة في تصور التآمر ضده والتحامل عليه .
17. التركيز على أخطاء الآخرين وعيوبهم وهفواتهم ونقصهم واستخدام ذلك في المواجهة معهم مع التغاضي عن حسناتهم .
18. شديد الغيرة جداً و يحب المنافسة كثيراً.
_ كيف تعامل من طبعه سوء الظن والريبة :هذه بعض الأفكار المقترحة والتي ليس بالضرورة أن تكون مجدية في كل الأحوال ومع كل الأشخاص لذوي الشخصية المرتابة :
1. يجب الحذر في التعامل معه فهو يقرأ ما بين السطور و يفسره على أنه تهديد لذا يجب أن يتم وزن كل كلمة في التعامل معه و أن تكون الكلمات مختصرة قدر الإمكان.
2. الصراحة والوضوح معه في الأقوال والأفعال لئلا تثير الريبة في نفسه .
3. عدم المبالغة في الصراحة معه أو الاعتذار منه إذا بدر منك تجاهه تقصير فإنه قد يفسر تصرفك تفسيراً غير الذي قصدت أنت .
4. تجنب مجادلته ومماراته وانتقاده ولاسيما أمام الناس وبين له ما تراه صواباً بأسلوب لطيف دون تعنيف أو ألزام بتغيير قناعاته فليس هيناً عليه أن يفعل ذلك .
5. إن احتجت إلى محاورته فستعد لذلك بالأدلة المقنعة والحجج القوية والحوار الهادئ مع الحذر من إسقاطاته .
6. لا تدعه يسقط عليك أخطائه وتقصيرة وهفواته ولا تواجه بعنف فينفجر إلا إذا كان لك عليه سلطان وتستطيع أنت أن تسيطر على الموقف ولديك ما يكفي من البراهين والشهود .
7. أعطه ما يستحقه من الاحترام والتقدير إن كان أهلاً ولا تحتقره إن لم يكن أهلاً للاحترام .
8. إذا رأيت أن المواجهة الكلامية لن تجدي معه فستعمل أسلوب المكاتبة .
_ من مجالات نجاح الشخصية المرتابة :
أي مجال يتطلب الحذر واليقظة والحزم وضبط النظام خصوصاً في مجال الإدارة المدنية إن كانت أو عسكريه
ثانياً: الشخصية الساذجة
_ مثالها:
كان محمود في مكة لأداء فريضة الحج وبيده حقيبة أنيقة فيها بطاقة الأحوال، وبطاقة الصراف ومبلغ من المال وعدة أوراق مهمة وأراد تناول وجبة طعام من أحد الباعة ففتح حقيبته أمام أعين الناس وأخذ منها بعض الأوراق النقدية ثم أغلقها وتركها على مقعدة وتوجه نحو البائع فاشترى الوجبة وجلس يتناولها ثم عاد إلى مقعدة فلم يجد حقيبته وأخذ يسأل من حوله والكل يستنكر عليه هذه السذاجة .
_ أبرز صفات الشخصية الساذجة :
1. الثقة الزائدة بالناس دون تأمل مدى أمانتهم أو التمييز بين من يستحق الثقة ومن لا يستحقها فهو يتصور أن أكثر الناس أمناء وصادقون في أقوالهم وأفعالهم ولا يتوقع السوء من أحد ولا يدرك أن من الناس مخادعين محتالين ماكرين .
2. الغفلة عما يدور حوله من أمور تهمه وتنفعه في مصالحه وأهدافه .
3. التبعية للآخرين فكراً وسلوكاً ومسايرتهم طواعية باطناً وظاهراً والانقياد لهم .
4. التسامح والعفو الزائد حتى مع من لا يستحق ذلك وهذا العفو ليس بدافع ديني أو دافع خلقي وإنما هو جبلة في الطبع
5. سهولة التأثر بآراء الآخرين والاقتناع بها دون تمحيص مع التنازل عن رأييه ولو كان صواباً .
6. تقبل انتقادات الآخرين له وإن كانت خاطئة وفي غير محلها .
7. المبالغة في الصراحة والإفصاح عما في النفس والمبادرة في ذلك حتى في بعض أموره الخاصة .
_ أسباب السذاجة :قد يكون للخلقة و تركيب الدماغ دور في ذلك، إضافة إلى العوامل التربوية؛ فإن البيئة الآمنة والتي تخلو من التنافس بين الناشئة ويتوفر فيها للصغير مراده ورغباته مع حماية زائدة ودلال تضعف الخبرات الاجتماعية ومعرفة طباع الناس ومن ثم تولد أو تنمي السذاجة فكراً و سلوكاً .
_ كيفية علاج صاحب الشخصية الساذجة ؟
1. تبصيره بأن السذاجة تختلف عن حسن الظن ، وأنها ليست محمودة.
2. تبصيره بما سيترتب عليها من مشكلات ومضاعفات متنوعة.
3. تطوير الثقة في نفسه والمهارات الاجتماعية المتنوعة.
4. تعريفه على طباع الناس وصفات شخصياتهم ليستطيع أن يميز بينهم.
_ من مجالات نجاح الشخصية الساذجة :
تلك المجالات التي فيها إيثار وتضحية وتعاون اجتماعي .( الكرم , النجدة , الإيثار ...) لأن الساذج ميال إلى خدمة الآخرين دون تمييز بين من يستحق ذلك ومن لا يستحق وقد يكسبه ذلك وجاهه اجتماعية .
ثالثاً: الشخصية القاسية
_ المراد بها:تسمى الغليظة وهي ضد الرأفة في الأخلاق والأفعال والأجسام فهي تحمل معنى الخشونة والشدة والصلابة والقسوة والمراد هنا الغلظة في المشاعر والتصرفات وهي عكس الرأفة .
أمثلتها :
1. استقدم عماله كثيرة من عدة بلدان بنجلادش و سيرلنكا و الهند ... وأخذ يسومهم سوء العمل، دون أجرة ودون احترام، وكلما اعترض عليه أحد منهم هدده بأنه سوف ينتقم منه بطريقته الخاصة، فبعضهم يبلغ الجهات الرسمية عنه أنه هرب ويسلم جوازه للجهات الأمنية وبعضهم يتهمه بالسرقة ويرفع عليه دعوى كيدية ويأتي لها بشهود...
2.مدرس في مدرسة حكومية يتعدى الصلاحيات المخولة له نظاماً فيتفنن في القسوة والغلظة ويستمتع بإهانة الطلاب قولاً وفعلاً ويتستر بالصلاحيات المخولة له ويسيء إلى مهنته.
-صفات الشخصية القاسية:
1.غلبة قسوة القلب واستعمال الغلظة الشديدة في التعامل في غير موضعها حتى مع من ينبغي معهم الرأفة والعطف كالوالدين و الزوجة و الأولاد.
2.غياب مشاعر التعاطف والحنان والرحمة والمودة فقاموس مشاعة يكاد يخلو من هذه المعاني.
3.الاستمتاع بممارسة القسوة والشدة مع الآخرين فهو يتلذذ بتحقير غيره وإهانتهم و السخرية بهم وإيلامهم والتلاعب بمشاعرهم وإيذائهم .
4. الميل إلى استخدام التهديد والعنف والعدوان في الخصومات .
5. الصرامة والشدة في العقوبات بما يفوق الذنب أو بدون أدنا ذنب .
6. إكراه الآخرين على خدمة مصالحه و التذلل له والخضوع لرغباته وآرائه .
7. الولع بالخصومات والمراء والعناد والتحدي .
8. شدة الثأر لنفسه والانتقام من غيره .
9. الميل إلى الكذب وتوظيفه في إدخال الرعب على الآخرين وتخويفهم من سطوته وقوته .
-كيفية علاج الشخصية القاسية:ذكر الشيخ سلمان العودة سبع طرق لعلاج الشخصية القاسية وهي :
1- التدريب على الحوار وآلياته وطرائقه وتقنياته.
2- بناء مؤسسات المجتمع المدني، وإشراك الناس في تحمل مسؤولياتهم، والتفكير في حاضرهم و مستقبلهم ، والدأب على روح العمل الجماعي ، والعمل على إشاعة ثقافة الفريق ، وليس العمل الفردي المعزول .
3- العدل، و نشر لوائه بين الناس، ولتسقط الشفاعات والوساطات الجائرة التي تحرم الناس حقوقَهم؛ لتحوزها إلى الأقارب أو الأصدقاء أو من يدفعون أكثر.
إن القسوة تتجلى في مجتمع لا يأخذ الضعيف فيه حقه من أي كان، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم: "لاَ قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لاَ يَأْخُذُ الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ" {رواه ابن ماجه بسند صحيح}
4- الترويح النفسي المعتدل، فإن النفوس إذا كلّت عميت كما يروى عن علي -رضي الله عنه-، وأن يكون للفرد أو المجموعة أوقات وأماكن يستمتعون فيها بتسلية مباحة تزيل عن النفوس همومها وغمومها وتعيد توهجها وإشراقها، فذلك ينفي عنها شرّة الانفعال ويصنع لها التوازن والهدوء الضروري ويجدد الأنسجة والخلايا بعد تلفها أو عنائها ويبعث فيها الهمة والنشاط. .
5- إشاعة الكلمة الطيبة الهادفة والخلق الكريم والابتسامة والنظرة الحانية، وللقدوة دور كبير في ذلك، ولتكن أنت بالذات -قارئ هذه الأحرف- أحد النماذج والقدوات التي تتطوع لتقديم هذا العمل السهل الممتنع مهما يكن رد الأطراف الأخرى، إنها صدقة تملكها وإن كنت صفراً من أرصدة المال،عوّد نفسك أن تبتسم ملء شدقيك، وبصدق وصفاء لمن تلقاه من إخوانك، محاولاً أن تكون الابتسامة تعبيراً عن شعورك القلبي، وليست ابتسامة صفراء .
6- نشر ثقافة التسامح والعفو والصفح (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا )، (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)، وهذا هو مظهر القوة الحقيقة، والسيطرة على المشاعر والانفعالات العدوانية، وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ" [متفق عليه]. لم لا أجرّب العفو عمن ظلمني، ولو بعد ما تسكن حرارة الغضب وأن أسامحه حيث يعلم الناس أو لا يعلمون، ومهما تكن دوافعه لهذا الظلم؟!
7- الخطاب الديني، فإنه مسئول بصفة أساسية عن إشاعة الرحمة بين الناس، في الخطب والدروس والمحاضرات والكتابات؛ بل والممارسات كافة، وقد كان عبد الله بن المبارك يقول: مَا يُصلحُ المِلْحَ إذا المِلحُ فسدْ!
- كيفية التعامل مع الشخصية القاسية:
-أعمل على ضبط أعصابك و المحافظة على هدوئك معه.
- حاول أن تصغي إليه جيداً.
- تأكد من أنك على استعداد تام للتعامل معه.
- لا تحاول إثارته بل جادله بالتي هي أحسن .
- حاول أن تستخدم معلوماته و أفكاره أثناء الحديث.
- كن حازماً عند تقديم وجهة نظرك.
- أفهمه أن الإنسان يحترم على قدر احترامه للآخرين.
- ردد على مسامعه الآيات و الأحاديث المناسبة.
- استعمل معه أسلوب : نعم ...... و لكن.
رابعاً: الشخصية العطوفة
- وتسمى:
الرؤوفة ،والرأفة هي الرحمة والعطف وما يصاحب ذلك من تلطف ورفق.
- أمثلتها:
1. أحمد مدرس ناجح في إيصال المعلومات إلى طلابه لكنه عاجز عن ضبط تصرفاتهم في الفصل فلا يجد في نفسه الميل إلى استخدام أي أسلوب من أساليب الترهيب مع الطلبة ولذا فقد استغلة بعض الطلبة فصاروا يؤذونه وقت الدرس ويشغلونه بأمور تافهة كي لا يثقل عليهم بالموضوعات والواجبات ومع ذلك فهو مستمر في الرأفة بهم حتى أضر بباقي الطلبة وحرمهم من إكمال المقرر في وقته .
2. كان خارجاً من المسجد متوجهاً لسيارته الفخمة وإذا بأحد المتسولين يفاجئه وقد كان يرقب صاحب هذه السيارة الذي يبدو أنه غني جداً فبدأ المتسول يسرد له القصص المفجعة التي تعرضت لها أسرته والفقر المدقع الذي هم فيه حتى أبكى صاحب السيارة فأخرج من محفظته ألف ريال وأعطاه وإذا بإمام المسجد وهو خارج من المسجد يشاهد المنظر فالتفت على صاحب السيارة وأخبره أن هذا المتسول محتال معروف بكذبه.
- أبرز صفات الشخصية العطوفة:1. غلبة مشاعر الرأفة والعطف ورقة القلب مع الناس عموماً من يستحق ومن لا يستحق وفي غير موضعها.
2. عدم القدرة على إبداء الغلظة والشدة مع الآخرين وعلى استعمال أساليب الترهيب المناسبة حتى مع أولاده أو زوجته أو طلابه أو موظفيه أو غيرهم ممن قد يحتاج معهم بعض الحزم والشدة في التعامل.
3. الاستمتاع بالرأفة بالآخرين وإسعادهم والاطمئنان إليها وكره الغلظة دائماً.
4. الميل إلى استعمال أساليب الترغيب والمبالغة فيها حتى في بعض المواضع التي لا يجدي فيها سوى الترهيب.
5. الضعف واللين والتسامح المبالغ فيه حتى مع من لا يستحقه .
6. الابتعاد عن الخصومات والمجادلات وإيقاع العقوبات حتى مع من ظلمة وقد يتنازل عن حقوقه المشروعة رأفة بخصمه أو خوفاً منه وإن كان خصمه مستوجباً للعقوبة ولا يجدي معه سواها.
- مجالات نجاح الشخصية العطوفة:
تلك المجالات التي يبرز فيها دور الرأفة و الشفقة كإغاثة الملهوفين وإعانة الفقراء والمساكين ونحو ذلك.
خامساً : الشخصية المستسلمة
- المراد بها:
الإذعان الزائد عن حده .
- أمثلتها :
1. كان زياد على موعد مع والدته ليأخذها إلى المستشفى قبل نهاية الدوام وبينما هو في الطريق قبل الوصول
إلى والدته إذ استوقفه صديقه منصور وأخذ يسأله عن بعض الأمور التي ليست مستعجلة واستمر الحديث بينهما ومنصور مسرور بينما زياد في ضجر وملل ويريد إنهاء الحديث ليصل إلى أمه فيأخذها إلى المستشفى ولكنه يجامل صديقه ولا يجرأ أن يعتذر منه .
2. زار عبد الرحمن بعض أصدقائه السابقين في استراحة لهم بعد صلاة المغرب وجلس معهم فإذا هم منهمكون في لعب البلوت منذ ساعتين ثم سمعوا أذان العشاء جميعاً ثم الإقامة ثم قرأ الإمام وهم مستمرون في لعبهم وعبد الرحمن يريد أن يقوم للصلاة ولكنه محرج من زملائه ولا يجرؤ على التعبير عما يريد.
- أبرز صفات الشخصية المستسلمة:
1. الميل إلى موافقة الآخرين ومسايرتهم في أغلب الأحوال ومجاملتهم والنزول عند رغباتهم ولو على حساب الشخص فهو لا يجرؤ أن يقول : لا أو لا أريد أو نحو ذلك ،و لذا فإنه يكثر من قول : نعم ،صح ، حاضر أبشر ، سم لمن يستحق ذلك ومن لا يستحق.
2. ضعف القدرة على إبداء الرأي الشخصي ووجهات النظر ولاسيما إذا كانت مخالفة لمعظم آراء الآخرين.
3. ضعف القدرة على إظهار المشاعر الداخلية ( رضا ، استياء ، حب ، كره ..) وحبسها في أعماق النفس.
4. الحرص الزائد على مشاعر الآخرين وخشية إزعاجهم (جرح مشاعرهم).
5. ضعف الحزم في اتخاذ القرارات .
6. التواضع في غير موضعه ولغير أهله (الذلة).
7. ضعف التواصل البصري بشكل ملحوظ جداً (يتجنب التقاء العيون دائماً أو غالباً ) مع ضعف الصوت وحتى وإن كان الحق له ومعه البرهان والشهود .
- أسباب الاستسلام:توجد عدة أسباب للخجل وهي مزيج من الضغوط النفسية الداخلية المرتبطة بالأجواء الجماعية التي يواجهها الشخص الخجول ومن ذلك الأسرة / صرامة الوالدين وشدتهما وكثرة انتقادهما.
- مجالات نجاح الشخصية المستسلمة :
أي مجال يتطلب البذل مادياً أو معنوياً والتضحية والإيثار وخدمة الآخرين سواء كان ذلك في مجالات اجتماعية أو دينية أو غير ذلك فإن الشخص المذعن المستسلم تنساق نفسه في هذه المجالات بيسر وسهولة وقد يجد ممن حوله ثناءً وتمجيداً واستحساناً يزيده مضياً في هذا الطريق.
سادساً: الشخصية العدوانية
المراد بها: التسلط المشوب بالغلظة
أمثلتها:
1. كانت إشارة المرور خضراء وأحمد يسير بسيارته نحوها مسرعاً ليدركها وكان أمامه سيارة أجرة تسير على مهل ثم لما أضاءت إشارة الحذر ( الصفراء ) توقفت سيارة الأجرة ولو يتمكن أحمد من تلافي الاصطدام بها ، فنزل أحمد فاتلاً عضلاته وهو ممتلئ غضباً وغيضاً فتوجه نحو قائد سيارة الأجرة المذهول وجذبه من مقعده وبصق في وجهه وصفعه وقال له: (ليش توقف قبل ما تصير الإشارة حمراء يا ....).
2. اشترى مزرعة كبيرة مترامية الأطراف وليس لها أسوار توضح معالمها وتحميها فبادر ببناء سور خرساني طويل رفيع واعتدى على الأرضيين من حوله فامتد 5 أمتار شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً فزادت مساحة مزرعته 5000متر مربع ولما جاءه أصحاب تلك الأرضيين يجادلونه في عدوانه على حقوقهم غضب وانفعل وسب وشتم وكاد أن يلجأ إلى السلاح.
المفضلات