نتابع ...
11- المعتقد يسبب اعاقة للحاجة للتغذية الرجعية المحسوسة:
وهذا دليل على ان المعتقد يعمل على الحذف والتشويه والتعميم , وتعتقد الكاتبة ان صاحب المعتقد لا ينظر لأي دليل ينافي هذا المعتقد حتى وان كان محسوساً فهو يتجاهله ويحذفه وينظر له نظرة أخرى, فمثلا: الشخص الذي يعتقد بفشله في الالقاء تجده عندما يسمع صوته قبل الالقاء جيد ومناسب يتجاهل هذا الامر وان اراد ان يعطي رأيه سيقول : " سيتغير امام الناس واصاب بالبحة " او اذا رأى اح الجمهور يكتب معه ويبتسم فانه لا يرى ذلك ويتجاهله او يحذفه كلياً من خريطته الذهنية وان تم تذكيره بذلك سيقول : " لم انتبه لذلك الرجل ".
12- يتعامل صاحب المعتقد مع معتقده على انه حقيقة لا تقبل الجدال, وسيكون هذا المعتقد نموذج قياس يفرق به بين المعلومات التي ندركها بالحس :
ان من يحمل معتقد ما ينظر لما يتوافق مع معتقده وخريطته الذهنية على انه حقيقة مسلم بها فتجده يدافع عنها ويجادل ومن المتوقع ان يحارب من يخالفه اذا كان هذا المعتقد يمس قيمة متأصلة لديه, ومن ثم فهو سيجعل ذلك المعتقد نموذج قياس للحكم على أي مدخل حسي او معلومة تصل لوعيه ويصنف المعلومات حسب قبوله ورفضه بها.
13- تذكر الكاتبة فكرة للعالم الفرد كورزبسكي صاحب كتاب " علم دلالات الالفاظ وتطورها العام " يقول فيها: ان الانسان يملك القدرة على الانفصال عن ردة الفعل الناتجة من موقف ما رغبة في الوصول للاراء والاحكام وكذلك المتقدات عن هذا الموقف :
ان كورزبسكي يعتقد ان الانسان اذا اراد ان يصل لرأي محدد وحكم خاص عن موقف ما او شئ معين فانه يتصرف وكانه لن يتأثر بردة الفعل الناتجة عن هذا الموقف الذي يمكن ان يكون مخالف لمعتقده , وتوضيحاً لهذا الامر فان الانسان عندما يبدأ بالتعرف على شئ معين فانه ينشئ تصور عن هذا الشئ منطلقاً من معتقداته الخاصة ويرى انه قادر على فهم هذا الشئ دون ان تتغير معتقداته نتيجة تأثير التغذية الرجعية عليه, ومن وجهة نظري ان اعتقاد الشخص في انه لن يغير معتقداته من تفكيره في هذا الشئ الذي لا يتوقع انه سيتأثر به غير صحيح نوعاً ما فنحن نتأثر بنتائج الافكار التي ندرسها ولفترة طويلة خاصة اذا خدمت قيمنا او اغراضنا الخاصة.
فمثلاً لو كنت اريد ان اتعرف على شاب متسكع في الشوارع ومراهق لاتعرف من قرب على افكاره واعتقدت انه لن تتأثر معتقداتي بالتغذية الرجعية لما ساحصل عليه ولكن ومع الوقت ومع جلوسي مع هذا الشاب وسماع افكاره ومشاعره سأجد ان معتقدي نحو هذا الامر سيتغير بل وتجدني ادافع عن حالة الشباب المراهقين.
14- المعتقدات هي رموز مشفرة للعمليات المخزنة وبالتالي فان هذه الرموز تشكل نقطة رافعة لنقل نوع من الخبرات والملاحظات ليعبر عنها بطريقة رمزية :
ان خبراتنا المخزنة في عقلنا الباطن والتي تسمى بالتركيب العميق للخبرات لا يمكن ان تخرج للخارج بكليتها, بل ستخرج هذه الخبرة كرمز يمثل هذه الخبرة, والمعتقدات هي رموز مشفرة لهذه الخبرات, فمثلاً لو كنت اعتقد في الرياضة انها مهمة واحب مزاولة المشي كأفضل رياضة واحب ان ازاول الرياضة في الأجواء الحارة وعلى البحر, فانت تلاحظ انني لم اذكر اني احب الرياضة فقط بل كان هناك معتقدات مرافقة نتيجة خبرات ومواقف ومعلومات, فهنا لن اتكلم عن معتقدي بكل هذا الزخم من المعلومات ولكني سأقول : " الرياضة حياة " فقد اختزل كل هذه الخبرات في كلمة واحدة هي " الرياضة حياة " وهي تحمل كل ما اعتقده عن المكان والزمان والاسلوب. وفكرة النقطة الرافعة التي ذكرت سابقاً تعني ان هذا الرمز يحمل كل الخبرة العميقة على الجانب الاخر من الرافعة.
15- المعتقد يعتبر تفسير لظاهرة غير معروفة :
كثيراً اذا واجهتنا ظواهر لا نعرفها سابقاً ولم يكون لها تمثيل ذهني لدينا فاننا سنوجد معتقد جديد يولد التوازن بداخلنا, فمثلاً لو سمعنا صوت غريب في البيت في ساعة متاخرة من الليل فاننا سنتساءل تساؤلات كثيرة أملاً في ايجاد تفسير لهذا الصوت الغريب الجديد علينا وأخيراً سنقول مثلاً : " هذا اكيد صوت المكيف في الغرفة العليا " أو اضع أي تفسير يجعلني اشعر بالراحة والتوازن الداخلي واذا لم أوجد هذا المعتقد الجديد فساستمر في البحث حتى اوجد معتقد آخر.
المفضلات