كما علمتكم طريق تطوير الحياة في الجنة ، فعلموني وأفتوني أيها الأخوة !!وكنتُأظن أن هذا التمني الواعي والتميز النوعي في دعاء التنعم الأخروي إنما هوسبق لي ، حتى رأيت خبراً طريفاً لبعض رجال شنقيط ، فعلمت أني مسبوق وأنهحاز الامتياز قبلي ، فقد كان اْمْحمد بن محمد اليعقوبي المعروف بابن الطلبشاعراً مُجيداً على طريقة الأولين ، فصنع قصيدة فيها ذكر الصحراء والبداوةوالصيد والسهام ، فرآها في نفسه أعلى من قصيدة الصحابي الشماخ بن ضرارالغطفاني في ذلك ، وقال يوماً بعدما نظم جيميته وأبرزها للناس : ( أرجو منالله أن أقعد أنا والشمّاخ بن ضرار في نادٍ من أهل الجنة ، وننشد بينأيديهم قصيدتـيـنا ، لنعلم أيهم أحسن !! ) (1) .والشماخ هو صاحب القوس العذراء التي باعها فندم وقال فيها شعراً طوّره محمود محمد شاكر إلى ملحمة شعرية رائعة .ومرةأخرى عارض ابن الطلب قصيدة للصحابي حُميد بن ثور الهلالي فقال : ( أرجو منالله أني أنا وحُميد بن ثور ننشد قصيدتينا في نادٍ من أهل الجنة ، فيحكمونبيننا ) (2) المعاصرين ، والأميري السوري ، ووليد الأعظمي العراقي، وآلخليفة الجزائري، ونبيل إيران أحمد وبذلك سبقني رحمه الله ، لكني علمت منذلك أني على طريقة راشدة في هذا التمني الجاد ،
وان تلك السابقة إنما هيشهادة تـُنْبــِي عن أصالة رغبتي وطريقتي الإبداعية في تطوير آفاق الحياةفي الجنان .ومُرادنا إيجابكُلّه ، ولكن كسولاً يريد أن ينحرف به إلى سلب ، فيزعم أنه سوف ينـتـظرالجنة ليقرأ العلم الشرعي ويجوب ويطرق مجالس الأئمة ، تماشياً مع هذهالمنهجية الإبداعية وتصديقاً لها ، وقد أخطأ وتوهَّم وكبح به ظنهُ وتأويله، فإن تعلّمه في الدنيا حدود الحلال والحرام ، وصفاء العقيدة له من البدع، هو الذي يعصمه ويُدخله الجنة ، ولا تكفيه هِمّته والنوايا إن لم يعضدها صواب المذهب ، فلا تأجيل للعلم ، بل هو واجب فوري ، وعلوم أيام الجنـّة تحليق ، ومُـتعة ، وغرام ، وشُغل خير ، وجنس من النعيم المعنوي الذي يعلوعلى النعيم المادي . فليحفظ هُمامٌ إيجاب الإبداع ... وليحذر التضيـيع
المفضلات